الأحد، يناير 10

الوِحدة .. الوَحدة

.




أذكُر أنني كنتُ الطالبة المفضلة لدى معلمة اللغة العربية في المدرسة .. كما كانت هي أيضاً المفضلة لدي ..
عندَ بداية كل درس .. كنتُ أنا المُختارة لقراءة الدرس لأول مرة حتى قبل أن تقوم هي بقراءته ..
فقد كنتُ أتقن القراءة مع التشكيل..على خِلاف بقية زميلاتي ..
وكانت دائماً تشدّد على أهمية ذلك ! وأن المعنى كلّه يكمن في تلك الحركات الصغيرة .
إلا أن الأمر لا يخلو من الخطأ !
كنتُ أخطئ في تشكيل كلمة [الوحدة] ! واللبس بين الوِحدة .. والوَحدة !
وعلى حدّ قولها أنني ارتكبتُ جريمة كبرى !
فالوِحدة (بالكسرة ) هي الاتحاد ، والوَحدة (بالفتحة ) هي مايُطلق على شعور المرء حين يكون بمفرده .. فهو وَحيد !
سُبحان الله !
حركة واحدة تقلب المعنى للنقيض تماماً !
ظاهرياً، الشكل نفسه! كلاهما خط ! لكن المكان اختلف ! واختلف بالتالي المعنى كلياً !
كثيراً ما تساءلت ..
لماذا لا تكون[ الوَحدة] هي الاتحاد حيث تكون الفتحة في الأعلى فتؤكد علوّ شأن الاتحاد وقوّته !
وتزيد الكسرة الوحيد ضعفاً في [وِحدته] .. فتُحبس في الأسفل وتجذبه معها !
أم أن ..
الاتحاد أقوى من الكسرة !
يدوسُ عليها ويكسرها تحته .. وبذلك تكون [الوِحدة] !
وأن معركة الوحيد انتهت بانتصار الفتحة وغرس رايتها فوق [الوَحدة] !

لا أعلم !
قد تكون لدى الدؤلي* وجهة نظر أخرى ! ولسوء حظنا.. لن تتسنى لنا معرفتها :)






* أبو الأسود الدؤلي : مُخترع الحركات ( الفتحة والضمة والكسرة )

هناك 3 تعليقات:

  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  2. مرحباً من جديد
    اللغة العربية لها معانٍ كثيرة وخصوصاً بما تحويه من تلك الحركات التي تغير المعنى كاملاً
    الوِحدة والوَحدة الأول بات مرفوع الشأن يتغنى بها ذوي التوحد والتكاتف والتعاون وما أجمل أن نكون متوحدين في كل الأمور الطيبة
    أما الآخير وهي الوَحدة فكما هي الغالب منبوذة لدى الأغلب في حين قد نجد أن الوَحدة هي الخلو مع النفس ومراجعة ما سلف من الماضي والتخطييط للمستقبل وهذا شيء جميل بالنسبة لمن يشعر بالوحَدة أن يكون انفراده وانعزاله إيجابي
    سلمت الأنامل أختي العزيزة إيمان على هذه الكلمات وهذه المشاعر التي أعادتك إلى أيام الدراسة مع معلمتكي
    نتطلع منكي إلى الجديد
    لكي أرقُّ المُنى من عالم الحب

    ردحذف
  3. لهذا تجسد لغتنا العربية الوٍحدة أو الوَحدة سمها ما شئت بكل التناقضات... عبثيتها الإستفزازية لا تكاد تخلو من الإبداع.... إبداع يرمي بك كسفينة تتلاطمها الأمواج تارة تملؤك الوَحدة وتارة أخرى يجتاح كيانك الوٍحدة...


    أما بالنسبة للدؤلي والحكمة من إختراع الحرمات فلا أرى مقولة أنسب من التي قالها أوسكار وايد تتناسب مع هذه المناسبة بقوله: "خلث الإنسان اللغة ليخفي بها مشاعره...

    ردحذف