الأربعاء، يناير 25

طين .



أتعلم ؟
أحبّ "الطين" .. وأحاديثه !
يحدّثني هو عن الخلق وتكوينه ..
عن تمسّك حائط قديم بأصله .. وصموده في وجه تيار التحضّر..
عن معاناة أرضٍ، اصطفت شقوقها في صلاة استسقاء ..
عن تجاعيد يدين انغمست فيه لتخلق تحفة .. وأخرى تطلب رزق !
عن رسائل سئمت أمواج البحر ردّها إليه بلا جواب .. ومرسل لن يكف عن النداء ..
عن أنامل تقطر عشقاً، زرعت فيه قلباً وحرفين ..
عن طرف ثوب حبٍ، جرّ معه ألماً وخيبة ..
عن طفلٍ خطى خطواته الأولى ..
عن رائحة المطر .. والدم
عن برعمٍ شقّ اليأس بأمل

عن كل هذا وأكثر يحدثني الطين ،
لذلك أحبه .!

قل لي !



- قُل لي ، ماطعمُ الماء ؟

- لا طعمَ له !

- كاذب !
كيف له أن يعبُرَ شفتيك ولا يزداد حلاوة !

كُن رجلاً عادياً !




كُن رجلاً عادياً .. لحظة فقط !
اخلَع جنونك المثمل
ابتسم دون أن تتعمّد رسمَ لوحة فنية
تحرّك دون أن تُحدث زوبعة بين حنايا القلب
تكلّم ولا تُحرج لحناً ظنّ أنه جميل !
علّم تفاصيلك أن تتخلّص من صخبها .. وتنعم ببعضٍ من هدوء !

أرجوك ..
كن عادياً الآن فقط ،
حتى أطلق سراح أنفاسي ..

الجمعة، يناير 13

قوسُ المطر .




سألها : أتؤمنين بقوس المطر ؟
أجابت : أؤمن بكلّ شيء لا أراه ..
ولم أرَ قوس المطر حين صُدفة .. فآمنتُ به
قال: إذا كان ثمن إيمانك بي هو غيابي عنك ..سأدفعه !


أوقفته ذراعها عن المضيّ ..
أغمَضت عينيها ..
واعترفت :
حينَ آمنتُ بك أنا .. لم أكن قد رأيتك ..
ولمّا رأيتك .. تطرّفت !
-----

أخلَت سبيل عينيها ، فإذا بقوس المطر ماثلٌ أمامها ..
أكملت مبتسمة :

عقيدتي أنت ..
ولا أؤمن بقوس المطر .!